منشورات بواسطة "يومك هو أهم ما تملك"

 


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميع وبعد ..

كما يعلم الجميع أن (كل ذي عاهة جبار) وكما ظهر في الآونة الأخيرة من نقاشات حول موضوع الأستاذ عمار بوقس — لذلك أحببت

 طرح هذا الموضوع لأنه يلامس قضية جداً حساسة فيها شخصيتين هما :

ستيفن هوكينغ وهو من أقوى العلماء في عصرنا الحالي في مجال الفيزياء النظرية ولا يكاد يختلف عن وضع الأستاذ عمار بوقس في شئ

 من حيث الإعاقة إلا أنه لم يلد بها ولكن هذا الرجل خدم العلم خدمة عظيمة ولقي من التكريم والحفاوة الشئ الكثير لأنه وجد بعد أمر الله في بيئة صحيحة العقل ولا تنظر للأشياء من مظهرها.

عمار بوقس الكل يعرف من هو ومن يكون وما ثار وما قيل عنه لكني هنا أحاول أن أوضح أن عمار لا يختلف عن العالم ستيفن هوكينغ

 في شئ غير أنه وجد في بيئة لا تحترم ولا تقدر العقل فذاك عالم وهذا اعلامي ولا يريد سوى أن يمارس حقه الطبيعي في الحياة ولو

 لاحظنا هنا نجد أن عمار ينظر الناس إليه بنظرة الشفقة بينما ينظر الناس في الجهة الأخرى للعالم ستيفن هوكينغ بنظرة العالم الفذ

 متغاضين عن وضعه البدني .. سؤالي الآن أيهما هو المعاق ؟

بإختصار المعاق هو (نحن) فهؤلاء الناس عملوا واجتهدوا رغم ما بهم من مشاكل بدنية وقاوموا حتى وصلوا وهم ليسوا إلا أناس

 ناجحين ..  أما نحن فأكتفينا بالجلوس على المدرجات كمن يشاهد مباراة في كرة قدم — يستطيع أن يفتي من خارج الملعب ويلوم

 اللاعبين بينما لو تم وضعه داخل الملعب لما فعل شيئاً.

 


بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.


أنت تفكر!, نعم صحيح وهذه نعمة والحمد لله, وتفكيرك مبني على معارف سابقة تقوم أنت بالربط بينها لإنتاج أفكار جديدة , حسناً وما

 الجديد ؟ — كل إنسان لديه في عقله مجموعة من النماذج الذهنية التي تساعده في الحكم على الأشياء وهذه النماذج تم بنائها على

 خبرات سابقة لدى الشخص أو نماذج تم بنائها من وحي الخيال.


لتوضيح الصورة — هناك كائن حي متوحش اسمه Hoczema وهو كائن لديه الصفات التالية :


١- ذو شعر أزرق كثيف.


٢- حجمه مقارب لحجم الجمل.


٣- لديه أنياب طويلة.


٤- عيونه صفراء وأقرب إلى عيون الذئب.


٥- ملامح وجهه العامة تشبه النعامة.


الآن وبعد أن عرفنا هذا الكائن وصفاته, لدي سؤال مهم .. ماهو Hoczema ؟ — في الحقيقة أنا لا أعرف ماهو هذا الكائن وهذه

 الحروف لهذا الإسم اخترتها من الكيبورد بشكل عشوائي ولا أعلم في الأصل إن كانت كلمة ذات معنى أم لا؟!! — حسناً وما الهدف ؟


ببساطة عندما كنت أملي عليك صفات ذلك الكائن الغريب — فأنت بدأت بتشكيل (نموذج ذهني) عن شكل ذلك الكائن — والمصيبة أن

 كل قارئ سيضع شكلاً مختلفاً لذلك الكائن حسب الصورة الذهنية التي بناها — وبمجرد أن يسمع باسم Hoczema مرة أخرى فإن

 الصورة ستأتي إلى ذهنه.


الآن وبعد أن وضحنا مفهوم النموذج الذهني — فإن النماذج الذهنية التي شكلتها عن كل الأشياء في حياتك لها حالتين : إما أن تكون

 صورة ذهنية صحيحة أو صورة ذهنية خاطئة, وما يهمنا في الموضوع الصورة الذهنية الخاطئة أو النموذج الذهني الخاطئ.


يستخدم الإنسان الصور الذهنية (أو النماذج الذهنية) في التفكير والحكم على الأمور من خلال ربط أكثر من نموذج ذهني مع بعضها

 البعض للخروج بنموذج ذهني أخر كناتج — فإذا افترضنا أنك جمعت خمس نماذج ذهنية وأنت تفكر وكان من بين تلك النماذج أو

 الصور الذهنية نموذج خاطئ عندها فإن الدمج بين تلك النماذج سيعطي نتيجة خاطئة لا محالة.


حسناً وماذا أفعل؟ — ببساطة كل ما عليك القيام به هو أن تراجع النماذج الذهنية التي تملكها عن أي شئ يمر في ذهنك عندما تفكر في

 موضوع معين وتقوم بتمحيصها من خلال الأسئلة مثل : هل هذا النموذج الذي في ذهني عن ذلك الشئ صحيح أم أنه من وحي خيالي ولا أعلم مدى صحته ؟.


بعد ذلك ستجد أنك تقوم بتحسين النماذج الذهنية التي تبني عليها أفكارك (أثناء عملية التفكير نفسها) والتي بدورها ستحسن من أفكارك

 وستجعلها صحيحة بإذن الله بنسبة عالية لذلك إذا قام بزيارتك المدعو Hoczema فأطرده من ذهنك ولا تقل : لو قابلته سأقتله ! — لأن

 فكرة قتله بنيت على نموذج ذهني (الكائن Hoczema) لكائن حي غير موجود في الأصل! :).

يومك هو أهم ما تملك



 إن حياة البشر تسير وفق ثلاثة مراحل حسب مايتطلعون إليه, ألا وهي, الماضي والحاضر والمستقبل وهذه المراحل تؤثر إما بالإيجاب أو بالسلب على حياة الفرد منا, فمن الناس من يكون ماضيه أليم, ويعيقه في حاضره لكي يجعله لا يفكر في المستقبل أساساً ومنهم من هو عكس ذلك, فمنهم من كان ماضيه جميلاً ودفعه للقيام بتحسين حاضره ليتطلع للمستقبل.

هناك شئ مهم يغيب عن بني البشر,ألا وهو, أن الماضي قد مضى ولن يفيد التفكير فيه وأن التفكير فيما قد مضى يضيع الوقت ويجعل الحاضر يذهب بدون فائدة.

ولوجئنا على الجهة المقابلة, لوجدنا المستقبل, فالمستقبل أيضاً لا يهم!, نعم لايهم, والسبب أن المستقبل في علم الغيب ولا يعلم عنه إلا الله وحده, فلماذا تشغل نفسك بشئ لاتعلمه أصلاً؟, قد تقول لي أنا أتطلع للمستقبل من باب التفاؤل, وأنا أقول لك : لا يوجد مشكلة في ذلك, ولكن هناك ماسيجعل مستقبلك أفضل مما تصورت بكثير.

ألست في الماضي كنت تتطلع للمستقبل,وأليس الحاضر الآن يعتبر هو المستقبل الذي كان في الماضي, فهل حصل شئ مهم بالنسبة لما تحلم به أو تتطلع إليه ؟, قد تختلف الإجابات بإختلاف الأشخاص وهذا شئ بديهي لكن الشئ المهم الآن والذي نريد الوصول إليه هو أن الحاضر هو المهم فالماضي مضى والمستقبل لم يولد بعد والحاضر هنا الآن ونستطيع أن نعمل فيه مانشاء .

ما أقصده بالحاضر هو اليوم, نعم اليوم الذي أنت فيه, فأنت لا تملك سوى 24 ساعة فقط وهي كل شئ في حياتك لأنك لا تدري أتعيش حتى الغد أم لا وربما تموت في يوم صحيح ولكن أقول لك لديك 24 ساعة ولا نريد التفصيل.

لو حسب الواحد منا انجازاته بشكل يومي وراجع نفسه بعد مرور الأربع والعشرون ساعةً, لكنا الآن بأفضل حال, والسبب هو أنك لو قمت بعمل بعض المهام اليومية البسيطة وقمت بإنجازها بشكل مستمر فإن القضية ستستمر مع الأيام وهذه الأعمال البسيطة هي التي ترسم مستقبلك الذي تريده فالمستقبل ما هو إلا نتيجة لما فعلته أنت في الماضي ولذلك استغل الحاضر بهذه الطريقة, يكن مستقبلك أفضل مما توقعت.

خلاصة القول, ركز فقط على اليوم الذي انت فيه وابذل قصارى جهدك على تنفيذ مهام ذلك اليوم وعندها وخلال اسبوع على سبيل المثال فإنك ستكون قد أنجزت الشئ الكثير, ونفس الكلام سينطبق على الشهر وعلى السنة وعلى السنين والتي تشكل المستقبل بالنسبة لك, وأما الماضي فلن يعود, فلا داعي للتفكير فيه ويكفي من الماضي أخذ الدروس والعبر, لذلك لا تفكر في ما ماضى ولا تفكر في مالم يأتي وأنظر لنفسك أين أنت الآن ؟وماذا تريد أن تفعل الآن ؟.

الجافاسكريبت غير مفعلالمرجو تفعيل الجافاسكريبت لإضهار الويدجات.